انا الان قد انتهيت من قراءت كتاب ( عمارة الفقراء )للمهندس حسن فتحي ولا اقدر على وصف احساسي تجاه هذا الرجل .
ان الدروس و المعاني التي حكاها المهندس في كتابه اجبرتني على التفكير المبني على المبادئ انه لا انجازات بدون مجهود وكيف ان الاعتماد على الله وحده ثم على الذات يكفي ولا اخفي انني تاثرت بالشخصيه .
كم هو مثابر هذا الرجل وكم هو قوي العزيمه و الاراده ولكن ربما تفسير ذلك انه كان يحب البناء ثم الفلاح الذي يبني له .
ولا اخفي ايضا انني احسست حينها بالسلبيه التي تصيبنا جميعا ، اقصد ان هذا الرجل ترك بصمه واضحه في حياته علامه لا تخطئها العين وأصيح شيخ المهندسين ولكنه كان صاحب رساله .
وفي نفس اليوم تحدث احد الشيوخ عن المؤمن صاحب الرساله الذي يتميز بثلاثة اشياء مهمه هي :
1. ان يحظر المتدين من التدين الواهم الذي يحوي الحركات دون الفعل .
2. ان لا يكون انسانا فارغا يردد الكلام ولا يكون على غير هدى .
3. ان حذر من العمر و الزمن الذي يجري .
وقد وجدت شبها بين كلام الشيخ وكلام المهندس لانهما اصحاب رساله في حياتهما ، وكانا يعنيان ان الطريق الصعب هو افضل الطرق وان الحياه ليست ممهده وان ما يجعلك تمشي في هذا الطريق هو رسالتك التي تاصلت فيك ونمت في داخلك ويتشابه العظماء في احيان كثيره.
انا لا اطلب ان نكون عظماء ولكن ان يكون لنا بصمتنا و ان نشارك في ابناء ولو بطوبه واحده نذكر بها وان احسسنا بالعجز او بالسلبيه فلنعلم اننا لسنا على ارض صلبه أي فارغين من داخلنا كما قال ذلك الشيخ .
واذكر هنا موقف ان المهندس حين لم يجد ما يريد من ادوات معينه يحتاجها اتجه الى الملك فاروق وحين اصدر فاروق اوامره لم يجد المهندس شيئا مما طلب واغلقت الابواب الحكوميه في و جهه حينها اتجه الى الله فصلى ركعتين و دعا فيهما وبعد خمسة ايام جاء اثنين من المهندسين يريدان ان يبعا ادواتهما ولكن باجر رمزي لاحد المشاريع الخيريه وحينما سمعا بالمهندس لم يترددا في التوجه اليه
هنا يظهر معنى التدين الحقيقي فالانسان المخلص يدعو الله بكل حواسه و جوارحه ( مع ان المهندس ليس متدينا).
فلابد ان لا نتبع فقط ولكن نكون على بصيره.
وهنا اختم بحديث لسيد الخلق يقول فيما معناه ( لا يكن احدكم انمعه اذا احسن الناس احسنتم و اذا اساء الناس اساءتم ولكن وطنوا لانفسكم فان احسن الناس فاحسنوا وان اساءوا فاجتنبوا ) صدق الرسول الاكرم (صلى الله عليه وسلم ) والحمد لله اولا واخرا.
تعليقات